خيال واسع
يحكى انه في قديم الزمان ان هناك رجل له ثلاثة ابناء وكان الرجل يتنقل بين البلدان بصحبة قوافل التجارة ليكسب رزقه ورزق ابنائه من التجارة بشتى البضائع
مرض الرجل العجوز فجمع ابنائه الثلاثة من حوله وطلب منهم ان يكونوا له خير العون وان يتاجروا بتجارة ابيهم اللتي كان يحبها وحذرهم من انه سيضع كل منهم في اختبار صعب ليثبتوا انهم اصبحوا اهلا للثقة لا يخاف عليهم من هول الاقدار المصاعب اللتي تصادفهم على طريق رحلتهم لان كل واحد منهم سيسافر على دابته بمفرده
فوافق الابناء الثلاثة وهنا بدات الرحلة
شد الابن الاكبر خالد رحاله وحمل بضائعه فوق ابله ليبدا رحلته في عالم التجارة وسار بعد ان ودع والده واخويه
وعند ما كان يسير في طريقه واذا بثلاثة شبان من العاطلين قابلوه فاتفقوا قبل ان يقترب منهم على ان يسلبوه ما يحمل من بضائع بذكاء وبدون مقابل
فرموا عليه السلام فرد عليهم السلام وحكى لهم حكايته فاقترحوا عليه ان لا يتحمل عناء السفر ان يتسابقوا معه فاذا فازعليهم اخذ بضائعهم واذا فازوا عليه اخذوا هم بضائعه فوافق على ذلك
وسالهم ماهو نوع المسابقة فقالوا له من كان له خيال واسع و يحكى لناعن شئ خيالى اكبر من غريمه ياخذ بضائع الاخر
فوافق خالد على ذلك فقال لهم لدى والدي دجاجة تبيض كل يوم الف بيضة فضية
فضحك الشبان الثلاثة ورد احدهم قائلا لدى والدي ديك يبيض كل يوم مئة بيضة ذهبية
فرد عليهم خالد وهو مكسور بانهم قد فازوا عليه واعطاهم كل ما معه من بضائع ورجع الى والده واخويه منحني لشعوره بالفشل وروى لابوه واخوته ما حدث معه فقرر ابوه ان يرسل اخوه الاصغر منه لينتقم من هؤلاء الشبان وان يعيد ما اضاعه اخوه في رحلته
في صباح اليوم التالي
نهض الابن الثاني واسمه عامر وشد ما اعطاه ابوه من بضائع على ظهر جماله ليبداء رحلته وفي طريقه بدء يقترب من نفس الشبان عندما راهم على مقربة منه
فشاهدوه من بعيد فضحكوا وقالوا لبعضهم قد اقبل غبي اخر
وكما حدث مع خالد القوا التحية على عامر وحدثوه بما حدثوا به اخوه قوافق فقال لهم لدى والدتي قدر كبير يتسع لطبخ حساء يطعم الف شخص ويحمله مئتي رجل ونوقد تحتة خمسون طن من الحطب
فضحك الشبان الثلاثة ورد على احدهم قائلا لدى والدتي قدر كبير يتسع لطبخ الفين عجل ويطعم خمسة الالاف شخص ويحمله خمسمئة رجل ونوقد تحته الف نخلة
فرد عليهم عامر انهم يستحقون الجائزة لانهم تغلبوا علية بخيال اوسع منه
فرجع الى اهله وهو خائب مثل اخيه الذي سبقه ولاقى من ابوه ما لاقاه اخوه من تانيب لشدة غباءه
كان مسرور اخوهم الثالث قارئا شرها واسع الخيال محب للمعرفة يهوى المغامرة والتحدى فقرر ان يبحث عن الشبان الثلاثة ليتحداهم ويسترد ما اخذوه من اخويه بحيلتهم
في صباح اليوم التالي
نهض مسرور وشد رحاله الى الصحارى باحثا عن الشبان الثلاثة وعندما وصل عندهم القى عليهم السلام فاخبروه ما خبروا اخويه فقبل وبدا بسرد حكياته الخيالية ....
فقال لهم مسرور
لدى والدي مزرعة كبيرة جدا زرعنا فيها باذنجان فوجدنا في الصباح باذنجانة كبيرة جدا يصل ارتفاعها الى مئة متر وطولها وصل الى ثلاثمئة متر
فقطعت الطريق على المارة فاضطررنا الى حفر اجزاء منها على شكل انفاق ليتسنى للقوافل العبور من خلالها ومواصلة المسير الى حيث تريد
فقرر احد التجار المارين في احدى القوافل ان يهدي لابي ديك جميل يدعى فتاك لانه يتحدث مع البشر ويصل وزنه الى مئة طن فوافق ابي على ذلك
فاذا بالديك فتاك يتحدث الى ابي ويقول له سانثر البذور في الارض فانا مزارع
ولدي الكثير من الخبرة في هذا
فالتفت الشبان الثلاثة الى بعضهم وهم مذهولين من بلاغة مسرور في الحكى
وهو ما زال يسرد لهم جكياته المدهشة وهو مستلقي على ظهره
فتابع قائلا وعندما كان الديك فتاك يسيرفي مزرعتنا لينثر البذور واذابحبة بذر سقطت على ظهره ولم يحس بها الديك الى ان اصبحت شجرة ممتدة الجذور بين طيات الريش الذي يغطي ظهرالديك فاتت ثمارها من عدة اصناف من الفواكه
وكبرت الثمار حتى تدلت على ظهر الديك
فاضطررنا لقطفها وبيعها في الاسواق والى القوافل اللتي مرت بنا
وفي احد الايام صعدت على ظهر الديك فوجدت نملة كبيرة بحجم البقرة تجر وبعناء كبير حبة سم سم يبلغ وزنها عشرة ارطال فكسرت حبة السم سم وفاض زيتها على ظهر الديك واغرقته
هنا رد عليه احد الشبان بتعجب شديد ودهشة
خذ كل ما لدينا من بضائع ولا نريد ان نسمع ما تبقى من خرافتك تلك فقال له
مسرورولكني لم اكمل بعد ما بدات فمازال من حكياتى ثلاثة اجزاء منها فردوا عليه ارجوك خذ ما تريد ولا تكمل هذه الحكاية
فاخذ مسرور ما فقده اخويه بغبائهم اضافة الى بضائع الشبان الثلاثة وهو يضحك ومسرور لنجاحه في مهمته وعاد الى ابوه واخويه بغنيمته .