جحا والقدر العجيب


جحا والقدر العجيب

اشترى جحا لحما و خضارا , و قال لزوجته : هيا يا زوجتى العزيزة ,

أطبخى لنا هذا اللحم و الخضار  , لنوسع على اولادنا.

قالت زوجته : كيف أطبخ يا جحا ,و ليس عندنا قدر أطبخ فيها.

فكر جحا هنيه , ثم قال لزوجته :
لا تحملى هما لذلك سأرسل فى طلب قدر كبيرة من جارنا البخيل فإن عنده قدورا كثيرة

ذهب جحا إلى جاره البخيل , و طلب منه قدرا يطبخ فيها اللحم و الخضار
 فقال جار : و متى ترد لى القدر يا جحا ؟
قال جحا : أردها إليك عندما نفرح من أكل ما بها .

فأعطى الجار جحا قدرا كبيرة .

مرت أيام و لم يرد جحا القدر إلى جاره ,
فارسل هذا ابنه الصغير يطلب القدر من جحا
أحضر جحا القدر , ووضع فيها أخرى صغيرة جدا
 وقال للولد : قل لأبيك إن القدرقد ولدت عندنا هذه القدر الصغيرة  فهى حق لكم

رجع الولد , و قدم لأبيه القدر الكبيرة ,
وبداخلها القدر الصغيرة , و قص عليه الخبر .
تعجب الجار البخيل و فرح ,
و ذهب إلى جحا يشكره على امانته .

ذاعت قصة القدر فى القرية ,
و تعجب الناس لهذا الحدث العجيب ,
وراحوا يهنئون الجار البخيل بالمولودة الصغيرة .

بعد أيام , علم أهل القرية أن جحا يريد
أن يستلف قدرا كبيرة يطبخ فيها طعامه ,

فحمل كل منهم قدره , و ذهب إلى جحا ,
و هو يتمنى أن يقبلها جحا منه .

أخذ جحا كل القدور التى أحضرها أصحابها ,
و شكرهم لكرمهم , وقال لزوجته عندك الآن يا زوجتى قدورا كثيرة ,
تطبخين فيها كما تشائين

بعد يومين . سمع أهل القرية صوت بكاء
و نحيب ينبعثان من بيت جحا , فذهبوا يستطلعون الأمر ,
فوجدوا جحا و امرأته يبكيان أحر بكاء

قال الجار البخيل : لماذا تبكى كذا يا جحا ؟
 قال جحا : ألم تعلم بعد ؟ لقد ماتت كل القدور التى أحضرها
أهل القرية فسبحان من له الدوام

راح الجيران ينظرون بعضهم إلى بعض ,
وتساعلوا : هل يعقل أن القدور تموت ؟ إنها حكاية عجيبة ,
اخترعها جحا اللئيم

قال الجار البخيل : كيف هذا يا جحا، و قد احضرت اليك اكبر قدر عندي ، على امل ان تلد لي توءمين ؟
و قالت امرأة : وانا اشتريت هذه القدر خصيصا لتلد عندك .
قال جحا : يا ناس ! كيف تصدقون أن القدر تلد ولا تموت ؟
ان كل من يلد ، لا بد ان ينتهى اجله ويموت .

خرج اهل القرية من عند جحا ، و هم يبكون لموت قدورهم ؟،
واصبح جحا عنده عدد وفير من القدور .