ثوب رامو
(من الأدب الهندى)
أمد الله في عمرك يا مولاي!أعزّك ربنا يا سيدي! اسمح لي ان اتسلم نصيب زوجتي وابنتي من الخبز أرجوك يا سيد ... ستظلان العمر كله تصليان من اجلك ومن اجل اولادك يا مولاي!
- اغرب عني اذا كان عندك ابنة وزوجة فلماذا لا تحضران الى هنا بنفسيهما؟
اقشعر بدن "رامو" من جراء هذه الكلمات، انزوى جانبا بصمت وهو يمسك بالأرغفة الأربعة وقطعتي الكعك. ماذا يمكن ان يقول لهؤلاء الناس، ان زوجته وابنته لا تخرجان من البيت لان ملابسهما قد تحولت منذ امد بعيد الى أسمالٍ بالية وهما تخجلان من الظهور امام عيون الجيران!
لم يكن لدى الثلاثة سوى رداء واحد كان يرتديه "رامو" عندما يذهب ليبحث عن عمل. تذكر يوم استلم آخر مرتب له – لقد مر على ذلك عدة شهور ! لقد فتش دلهي ، وهو يريد ثوبين واحد لزوجته، والآخر لابنته. وكان على استعداد لدفع مبلغ عشرة روبيات ثمنا لهذين الثوبين، الا انه لم يعثر عى اي ثوب في اي مكان – وعرض عشرين روبية ثمنا لهما ، ولكن بلا طائل قطع المنطقة التجارية كلها وهو يلقي بنظراته الى المحلات الكبرى والحوانيت الصغيرة، الا ان الجميع كانوا يجيبونه لا يوجد لدينا طلبك.
حقا لقد همس له احد اصحاب الدكاكين مرة قائلا:
- اذا كانت الملابس ضرورية لك يا صديقي، فانا على استعداد ان اجد لك زوج منها ، ولكن ذلك يكلفك خمسين روبية. خمسون روبية، لقد عمل شهرا كاملا من الفجر وحتى المساء ، وهو يحمل على ظهره الطوب ، وحصل نتيجة ذلك على خمسة وعشرين روبية فقط. من اين يأتي بخمسين روبية؟
منذ ذلك الوقت وهو محروم من هذا الاجر الزهيد .. لقد اشتغل في بناء معسكرات جديدة للجنودالأمريكيين، الا ان العمل قد توقف عندما غادر الامريكان البلاد الى اوطانهم، والنية تتجه الآن الى هدم البنايات القائمة، كما حُددت مواد البناء بشكل صارم وتوقفت جميع اعمال البناء الخاصة.
لذا فان "رامو" لم يعمل في اي مكان منذ عدة شهور . لقد طوَّف المدينة كلها. وهو يبحث عن عمل ، ولكن مساعيه ذهبت هباء ، ولما اندفعت موجة اللاجئين من البنجاب ، اصبحت الحياة اكثر صعوبة. وها قد مر يومان ولم يدخل جوف "رامو" وزوجته وابنته اي شيء من الطعام. وقد يبدو انه سيضطر الى طلب الصدقة ! اهذا يليق ب"رامو" البناء والحجار صاحب الخبرةالطويلة! ومذا في الأمر ، ولم لا؟ يوجد بين اللاجئين افندية حقيقيون ، وهؤلاء يعيشون جزئيا على التبرعات.
وقر قراره في هذا الصباح على ان يبدأ حياة جديدة – ان يخرج الى الشارع ويمد يده. ولكن الله انقذه من العار. فقد حضر مع الفجر كل من "شرح الدين" و "مازيتا" يحملان اليه نبأ سارا : سيقوم الكاهن "غولدريلال" اليوم بتوزيع الخبز والحلوى على الفقراء. يقال ان البلاد قد حصلت على ما يسمونه "الاستقلال" وعلى شرف هذا الحدث الكبير سيتبرع الكاهن باطعام الجائعين. وسرت شائعات كثيرة تقول بان الكاهن صديق للزعماء الوطنيين ...
سيستلم في هذا اليوم العظيم كل شخص ، وبدون بطاقات ، اربعة ارغفة وقطعتين من الكعك ولكن هل هذا يكفي لثلاثة اشخاص لم يتناولو اي شيء منذ يومين ؟ آهٍ لو تسنى له ان يحصل على نصيب زوجته وابنته ... ولكن ، هيهات ان يحصل على اي شيء من هذا القبيل ، لأنه يتعين عليهما ان تذهبا بنفسيهما ، ولكن كيف يتم ذلك ، اذا كانتا لا تجدان ما يغطي عورتيهما ؟ لو ان الله يبعث اليه ببضعة يردات من القماش !
في هذا الصباح حقق الرب حلمه حيث استجاب ل"رامو" وبعث اليه بقطعة قماش ضخمة رائعة ذات خطوط واسعة و ألوان برتقالية ... بيضاء وخضراء، وسنبلة زرقاء في وسط الخلفية البيضاء ما ان دلف الى رصيف شارع كوفلت – بليس. كانت قطعة القماش مشروعة في الهواء واحاطت برأس "رامو" لم يكن هناك شك في ان هذه كانت هدية الرحمن ؟ رفع "رامو" رأسه فاذا به يشاهد مئات من هذه القطع كانت ترفرف فوق سطوح المنازل ، وتهتز بين الأعمدة وعلى ابواب الفنادق والمحلات التجارية. وفكر "رامو" هامسا من سيلتفت الى قطعة واحد من هذه القطع الكثيرةانها هدية من الرب بعثها اليه.
كان الجمهور الذي يملأ الساحة مشغولا بنفسه، ولم يعره احد اي اهتمام. اقدم "رامو" بسرعة على لف هذه القطعة ذات الألوان البرتقالي الابيض والاخضر، اخفاها تحت ردائه البالي وهرول مسرعا الى البيت . الآن يكون في استطاعة زوجته وابنته ان تحصلا على الأرغفة من بيت الكاهن. اعطى "رامو" رداءه القديم لزوجته لانه لباسها الاصلي ، واعطت هي بدورها اسمالها الباليه لابنتها كي تخفي عورتها. اما "رامو" نفسه فقد شد القطعة الجديدة حول خصره.
ابستمت زوجته وهي تتطلع الى زيه الانيق كم كان سعيدا وهو يرى ابتسامتها بعد ايام الشقاء الطويلة.
توجه الجميع الى قصر الكاهن حيث كان بقية الفقراء يحصلون على طعامهم. كان الخبز قد جف منذ فترة وتناقص عدد الكعك الذي يحصل عليه الفرد الا ان الامر بالنسبة لاسرة "رامو" كان وليمة حقيقة.
ولما مروا ثانية بشارع كونات – بليس صاح احد اصحاب الدكاكين مناديا "رامو":
- اي، انت ! من اين سرقت هذا العلم؟
- علم ؟ اي علم ؟ انا لا اعرف شيئا عن الاعلام.
- أه لا تعرف !؟ وما الذي تربطه حول جنبيك؟
- هذا .... هذا ......
وفجأة ارتعدت فرائص "رامو" من شدة الخوف ، ولم يستطع ان يتفوه بأي كلمة. احاط الناس بهم من كل جانب ، وتزايد عدد الجمهور بسرعة.
- هذا العلم من محلنا! ونحن نبحث عنه ....
- ..... انظروا الى هذا الوغد – (شيّكَ) نفسه بالعلم، ويسير متبخترا في الشوارع!
- انزعه ايها الوقح !
- اضروبه ...! انه لص لعين !
- اطلبوا البوليس ! اين البوليس !
- يا سيد الشرطي ! تعال هنا ! تعال هنا ! هذا نصيبك ... ما ان وضع الشرطي المذنب تحت حراسته حتى سارع احد الفتيان الشياطين بنزع العلم عن خصر "رامو" بحركة سريعة – اقشعرت زوجة رامو من شدة الهول ، اما ابنته فقد استدارت كل لا ترى فضيحة والدها.
- ها ها ها ! هي هي هي! كانت قهقهات الجمهور المبتهج شبيه بقصف الحجارة الحادة تلسع جسد "رامو" العاري. لم يكن يتمنى آنذاك سوي شيء واحد ان تنشق الارض وتبتلعه.
تعاطف احد المارة الطيبين معه واعطاه وشاحه. ولما غطى "رامو" جزءاً من جسده رفع رأسه وتطلع الى معذبيه. لقد تجمد الدمع في عينيه كان مستعدا لاي شيء مهما كان – ان يسجن ، وان يوضع الحديد في يديه على ان يأخذوه بسرعة من هنا.
- ها ... ها ... قد وقعت! ايها الحرامي اللعين، او ... او!
- ماذا فعل ؟ سأل احد المارة وهو يقترب من الجمهور! بينما كان الشرطي يقود "رامو" وسط زعيق الجمهور. اجابه احد الرجال المطلعين –كما يبدو- على قانون الجنايات قائلا:
- انه لم يرتكب جريمة واحد فقط بل ثلاثة جرائم كاملة.
- ثلاث جرائم كاملة؟ وما هي؟
- أولا لقد سرق.
- وثانيا؟
- لقد اهان العلم الوطني.
- وثالثا؟
- لقد ظهر عاريا في مكان عام، وانت تعرف ان هذا يعاقب عليه القانون ايضا.
وكانت ألاف الأعلام الثلاثية الالوان ترفرف عاليا في السماء وكأنها تهزأ بهم.
________
تأليف : خوجا أحمد عباس
ترجمة: د. حسين جمعة
منقول .
(من الأدب الهندى)
أمد الله في عمرك يا مولاي!أعزّك ربنا يا سيدي! اسمح لي ان اتسلم نصيب زوجتي وابنتي من الخبز أرجوك يا سيد ... ستظلان العمر كله تصليان من اجلك ومن اجل اولادك يا مولاي!
- اغرب عني اذا كان عندك ابنة وزوجة فلماذا لا تحضران الى هنا بنفسيهما؟
اقشعر بدن "رامو" من جراء هذه الكلمات، انزوى جانبا بصمت وهو يمسك بالأرغفة الأربعة وقطعتي الكعك. ماذا يمكن ان يقول لهؤلاء الناس، ان زوجته وابنته لا تخرجان من البيت لان ملابسهما قد تحولت منذ امد بعيد الى أسمالٍ بالية وهما تخجلان من الظهور امام عيون الجيران!
لم يكن لدى الثلاثة سوى رداء واحد كان يرتديه "رامو" عندما يذهب ليبحث عن عمل. تذكر يوم استلم آخر مرتب له – لقد مر على ذلك عدة شهور ! لقد فتش دلهي ، وهو يريد ثوبين واحد لزوجته، والآخر لابنته. وكان على استعداد لدفع مبلغ عشرة روبيات ثمنا لهذين الثوبين، الا انه لم يعثر عى اي ثوب في اي مكان – وعرض عشرين روبية ثمنا لهما ، ولكن بلا طائل قطع المنطقة التجارية كلها وهو يلقي بنظراته الى المحلات الكبرى والحوانيت الصغيرة، الا ان الجميع كانوا يجيبونه لا يوجد لدينا طلبك.
حقا لقد همس له احد اصحاب الدكاكين مرة قائلا:
- اذا كانت الملابس ضرورية لك يا صديقي، فانا على استعداد ان اجد لك زوج منها ، ولكن ذلك يكلفك خمسين روبية. خمسون روبية، لقد عمل شهرا كاملا من الفجر وحتى المساء ، وهو يحمل على ظهره الطوب ، وحصل نتيجة ذلك على خمسة وعشرين روبية فقط. من اين يأتي بخمسين روبية؟
منذ ذلك الوقت وهو محروم من هذا الاجر الزهيد .. لقد اشتغل في بناء معسكرات جديدة للجنودالأمريكيين، الا ان العمل قد توقف عندما غادر الامريكان البلاد الى اوطانهم، والنية تتجه الآن الى هدم البنايات القائمة، كما حُددت مواد البناء بشكل صارم وتوقفت جميع اعمال البناء الخاصة.
لذا فان "رامو" لم يعمل في اي مكان منذ عدة شهور . لقد طوَّف المدينة كلها. وهو يبحث عن عمل ، ولكن مساعيه ذهبت هباء ، ولما اندفعت موجة اللاجئين من البنجاب ، اصبحت الحياة اكثر صعوبة. وها قد مر يومان ولم يدخل جوف "رامو" وزوجته وابنته اي شيء من الطعام. وقد يبدو انه سيضطر الى طلب الصدقة ! اهذا يليق ب"رامو" البناء والحجار صاحب الخبرةالطويلة! ومذا في الأمر ، ولم لا؟ يوجد بين اللاجئين افندية حقيقيون ، وهؤلاء يعيشون جزئيا على التبرعات.
وقر قراره في هذا الصباح على ان يبدأ حياة جديدة – ان يخرج الى الشارع ويمد يده. ولكن الله انقذه من العار. فقد حضر مع الفجر كل من "شرح الدين" و "مازيتا" يحملان اليه نبأ سارا : سيقوم الكاهن "غولدريلال" اليوم بتوزيع الخبز والحلوى على الفقراء. يقال ان البلاد قد حصلت على ما يسمونه "الاستقلال" وعلى شرف هذا الحدث الكبير سيتبرع الكاهن باطعام الجائعين. وسرت شائعات كثيرة تقول بان الكاهن صديق للزعماء الوطنيين ...
سيستلم في هذا اليوم العظيم كل شخص ، وبدون بطاقات ، اربعة ارغفة وقطعتين من الكعك ولكن هل هذا يكفي لثلاثة اشخاص لم يتناولو اي شيء منذ يومين ؟ آهٍ لو تسنى له ان يحصل على نصيب زوجته وابنته ... ولكن ، هيهات ان يحصل على اي شيء من هذا القبيل ، لأنه يتعين عليهما ان تذهبا بنفسيهما ، ولكن كيف يتم ذلك ، اذا كانتا لا تجدان ما يغطي عورتيهما ؟ لو ان الله يبعث اليه ببضعة يردات من القماش !
في هذا الصباح حقق الرب حلمه حيث استجاب ل"رامو" وبعث اليه بقطعة قماش ضخمة رائعة ذات خطوط واسعة و ألوان برتقالية ... بيضاء وخضراء، وسنبلة زرقاء في وسط الخلفية البيضاء ما ان دلف الى رصيف شارع كوفلت – بليس. كانت قطعة القماش مشروعة في الهواء واحاطت برأس "رامو" لم يكن هناك شك في ان هذه كانت هدية الرحمن ؟ رفع "رامو" رأسه فاذا به يشاهد مئات من هذه القطع كانت ترفرف فوق سطوح المنازل ، وتهتز بين الأعمدة وعلى ابواب الفنادق والمحلات التجارية. وفكر "رامو" هامسا من سيلتفت الى قطعة واحد من هذه القطع الكثيرةانها هدية من الرب بعثها اليه.
كان الجمهور الذي يملأ الساحة مشغولا بنفسه، ولم يعره احد اي اهتمام. اقدم "رامو" بسرعة على لف هذه القطعة ذات الألوان البرتقالي الابيض والاخضر، اخفاها تحت ردائه البالي وهرول مسرعا الى البيت . الآن يكون في استطاعة زوجته وابنته ان تحصلا على الأرغفة من بيت الكاهن. اعطى "رامو" رداءه القديم لزوجته لانه لباسها الاصلي ، واعطت هي بدورها اسمالها الباليه لابنتها كي تخفي عورتها. اما "رامو" نفسه فقد شد القطعة الجديدة حول خصره.
ابستمت زوجته وهي تتطلع الى زيه الانيق كم كان سعيدا وهو يرى ابتسامتها بعد ايام الشقاء الطويلة.
توجه الجميع الى قصر الكاهن حيث كان بقية الفقراء يحصلون على طعامهم. كان الخبز قد جف منذ فترة وتناقص عدد الكعك الذي يحصل عليه الفرد الا ان الامر بالنسبة لاسرة "رامو" كان وليمة حقيقة.
ولما مروا ثانية بشارع كونات – بليس صاح احد اصحاب الدكاكين مناديا "رامو":
- اي، انت ! من اين سرقت هذا العلم؟
- علم ؟ اي علم ؟ انا لا اعرف شيئا عن الاعلام.
- أه لا تعرف !؟ وما الذي تربطه حول جنبيك؟
- هذا .... هذا ......
وفجأة ارتعدت فرائص "رامو" من شدة الخوف ، ولم يستطع ان يتفوه بأي كلمة. احاط الناس بهم من كل جانب ، وتزايد عدد الجمهور بسرعة.
- هذا العلم من محلنا! ونحن نبحث عنه ....
- ..... انظروا الى هذا الوغد – (شيّكَ) نفسه بالعلم، ويسير متبخترا في الشوارع!
- انزعه ايها الوقح !
- اضروبه ...! انه لص لعين !
- اطلبوا البوليس ! اين البوليس !
- يا سيد الشرطي ! تعال هنا ! تعال هنا ! هذا نصيبك ... ما ان وضع الشرطي المذنب تحت حراسته حتى سارع احد الفتيان الشياطين بنزع العلم عن خصر "رامو" بحركة سريعة – اقشعرت زوجة رامو من شدة الهول ، اما ابنته فقد استدارت كل لا ترى فضيحة والدها.
- ها ها ها ! هي هي هي! كانت قهقهات الجمهور المبتهج شبيه بقصف الحجارة الحادة تلسع جسد "رامو" العاري. لم يكن يتمنى آنذاك سوي شيء واحد ان تنشق الارض وتبتلعه.
تعاطف احد المارة الطيبين معه واعطاه وشاحه. ولما غطى "رامو" جزءاً من جسده رفع رأسه وتطلع الى معذبيه. لقد تجمد الدمع في عينيه كان مستعدا لاي شيء مهما كان – ان يسجن ، وان يوضع الحديد في يديه على ان يأخذوه بسرعة من هنا.
- ها ... ها ... قد وقعت! ايها الحرامي اللعين، او ... او!
- ماذا فعل ؟ سأل احد المارة وهو يقترب من الجمهور! بينما كان الشرطي يقود "رامو" وسط زعيق الجمهور. اجابه احد الرجال المطلعين –كما يبدو- على قانون الجنايات قائلا:
- انه لم يرتكب جريمة واحد فقط بل ثلاثة جرائم كاملة.
- ثلاث جرائم كاملة؟ وما هي؟
- أولا لقد سرق.
- وثانيا؟
- لقد اهان العلم الوطني.
- وثالثا؟
- لقد ظهر عاريا في مكان عام، وانت تعرف ان هذا يعاقب عليه القانون ايضا.
وكانت ألاف الأعلام الثلاثية الالوان ترفرف عاليا في السماء وكأنها تهزأ بهم.
________
تأليف : خوجا أحمد عباس
ترجمة: د. حسين جمعة
منقول .