طرائف حجا


طرائف حجا
================================
حجا والخروف

كان جحا يربي خروفا جميلا وكان يحبه ، فأراد أصحابه أن يحتالوا عليه من أجل أن يذبح لهم الخروف ليأكلوا من لحمه ...
 
فجاءه أحدهم فقال له : ماذا ستفعل بخروفك يا جحا ؟
فقال جحا : أدخره لمؤنة الشـتاء
فقال له صاحبه : هل أنت مجنون الم تعلم بأن القيامة ستقوم غدا أو بعد غد!ـ هاته لنذبحه و نطعمك منه ....

فلم يعبأ جحا من كلام صاحبه ، ولكن أصحابه أتوه واحدا واحدا يرددون عليه نفس النغمة حتى ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في  الغـد ويدعوهم لأكله في مأدبة فاخرة في البرية.ـ
 
وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها ، وتركه أصحابه وذهبوا يلعبون ويـتنزهون بعيدا عنه بعد أن تركوا ملابسهم عنده ليحرسها لهم ،
 فاستاء جحا من عملهم هذا لأنهم تركوه وحده دون أن يساعدوه ، فما كان من جحا إلا أن جمع ملابسهم وألقاها  في النار فألتهمتها . 

ولما عادوا اليه ووجدوا ثيابهم رماداَ . هجموا عليه فلما رأى منهم هذا الهجوم

قال لهم : ما الفائدة من هذه الثياب إذا  كانت القيامة ستقوم اليوم أوغدا لا محالة؟

================================

تكذبني و تصدق حماري

كان لجحا جار ثقيل، يكثر من الطلبات، فمرة يطلب من جحا أن يعيره طنجرة، ومرة يستلف منه نقوداً ثم يماطل في إعادتها إليه، ومرة  يستخدمه في قضاء بعض الحاجات.
أما اليوم، فقد جاء ليستعير حمار جحا.
قرع الباب، وخرج إليه جحا، ورحب به، وسأله عن حاجته، فقال له جاره:
أنت تعرف- يا جاري العزيز يا جحا- حق الجار على الجار.
قال جحا:نعم.. أعرف.
قال الجار:وتعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى حتى سابع جار.
قال جحا:أعرف.
قال الجار:وتعرف أني رجل كبير السن.
قال جحا:أعرف.
قال الجار:وتعرف أني أشكو الألم في مفاصلي .
قال جحا:أعرف.
قال الجار:وتعرف أني لا أملك حماراً أركبه لقضاء حاجاتي.
قال جحا:أعرف.
قال الجار:وتعرف أن للجار على الجار وحماره.
قال جحا:الشق الثاني أهم من الشق الأول.
سأل جحا: لماذا؟
قال الجار:لأني أريد الذهاب إلى السوق، وأرجو أن تعيرني حمارك.
عندها أدرك جحا أن كل هذا اللف والدوران من أجل الحمار.
تلفت جحا حوله، وتنحنح، ورسم ابتسامة باهتة على شفتيه، ثم قال:
ولكن حماري ليس هنا يا صديقي.
سأل الجار:أين هو يا جاري العزيز؟
أجاب جحا:في البستان.. أخدته زوجتي أم الورد إلى البستان.
في هذه اللحظة، نهق الحمار، 
فقال الجار:حمارك في البيت يا جحا، فلماذا تكذب عليّ؟!!
فعبس جحا وهو يقول: ويحك يا جاري تكذبني وتصدق حماري..!!

================================
الهديـــة

حاول القاضي الظالم بهراج وجاره الغني مضايقة حجا والاستهانة به حين قالا له:يسعدنا ان نصطحبك معنا للصيد، ولكنك مع الأسف لا  تملك من معدات الصيد شيئاً ولا حتى صقراً..

ضحك حجا وقرر أن يلقنهم درساً فأمسك غراباً وقال لهم:غير مهم هذا هو صقري

ذهب الثلاثة للصيد وأطلق حجا غرابه فوقف على ظهر بقرة سمينة، وصاح حجا قائلاً:هي..هي.. هذا هو صيدي.....

انزعج التاجر الغني من ذلك كثيراً حيث أن هذه البقرة تعود له ولكن حجا اصر على أنها بقرته التي اصطادها غرابه، فاقترح القاضي ان

يذهب الاثنان إلى المحكمة غداً ...

ملآ حجا جرة بالتراب، وغطى فوهتها بالعسل، وذهب بها إلى القاضي الذي ما إن رأى الهدية حتى طرد التاجر الغني وحكم بالبقرة لحجا

ولشراهته وطمعه حاول القاضي أن يتذوق العسل فأختنق بالتراب.

ها.. لقد خدعتني أيها المحتال، سأنتقم منك هل يصلح التراب حتى تقدمه هدية للقاضي؟

فقال حجا:وهل يستطيع الغراب أن يصيد أرنبا حتى يصيد بقرة يا أيها القاضي العادل؟ أم أن منظر الهدية جعل ذلك ممكناً؟!